نداء رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية إلى «المؤتمر العلمي الدولي السابع لزيارة الأربعين»

نداء رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية آية الله الشيخ محمدحسن أختري إلى «المؤتمر العلمي الدولي السابع لزيارة الأربعين المباركة» تحت عنوان «زيارة الأربعين... أصالة القيم وعنوان الحضارة» والذي يقیمه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة - صفر الخير 1445هـ.:

نداء رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية آية الله الشيخ محمدحسن أختري إلى «المؤتمر العلمي الدولي السابع لزيارة الأربعين المباركة» تحت عنوان «زيارة الأربعين… أصالة القيم وعنوان الحضارة» والذي يقیمه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة – صفر الخير 1445هـ.:

بسم الله الرحمن الرحیم

«الَّذينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أحَدًا إلَّا اللَّهَ وَكَفىٰ بِاللَّهِ حَسيبًا»
(سورة الأحزاب – الآیة 39)

بدایة اغتنم الفرصة لتقدیم أحر التعازي والمواساة بمناسبة ذکری أربعینیة استشهاد أبي الأحرار وسید الشهداء الإمام الحسین بن علي (علیهما السلام)؛ کما اقدم شکري وتقدیري علی کرم الضیافة وحسن الإستقبال لزوار الأربعین حکومة وشعباً؛ وأخص بالذکر الجهود الحثیثة التي تبذلها العتبة الحسینیة المقدسة في کافة المجالات من أجل تسهیل زیارة عشاق أبي عبد الله الحسین(ع) الوافدین من مختلف بلدان العالم.

ثم یسعدني ویشرفني أن أبارك وأثمن هذه المبادرة وهذه الخطوة المباركة التي قام بها مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة من اجل نشروتعزیز ثقافة عاشوراء الملحمية و إشاعة و ترويج نهج و سيرة أبي عبدالله الحسين(ع). بحضور ثلة من العلماء و النخب الفكرية و العلمية من مختلف اقطار العالم. كما اتوجه بالشكر الجزیل لكل من ساهم في تنظیم وإقامة هذا المؤتمر المبارك واقدر جهودهم ومساعیهم الحثیثة التي تأتي في سیاق تعظیم الشعائر الإلهیة «ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ»؛ واخص بالذكر سعادة الأستاذ الحاج عبد الأمير القريشي مدير المركز و رئيس المؤتمر واللجنة المشرفة علی هذا المؤتمر.

واود أن اشیر في البدایة إلی أن «مؤسسة عاشوراء الدولیة» مؤسسة أهلیة عالمیة تعمل علی نشر الإسلام المحمدي الأصیل من خلال التركیز علی نشر ثقافة عاشوراء الملحمیة الملهمة للحیاة، و إشاعة و ترویج نهج الامام الحسین(ع) وسیرته، و صیانة ثقافة عاشوراء من التحریف والبقاء علیها حیة فاعلة في المجتمع الإسلامي والعالمي.

وقد حرصت المؤسسة منذ انطلاق عملها علی تكریس كافة الطاقات والإمكانیات لتحقیق ما تصبوا الیه ولاسیما فسح المجال لأكبر عدد من علماء ومفكري العالم الاسلامي بمختلف انتماءاتهم المذهبیة للمساهمة والمشاركة الشاملة علی هذا الصعید اضافة الی الاستعانة بأحدث التقنیات العلمیة والبحثیة الراهنة، واعتماد انجع السبل الثقافیة والفنیة و الاعلامیة لاسیما العالم الافتراضي، للمضي قدماً في إنتاج أعمال فكریة و ثقافیة قیمة، تساهم في نشر واشاعة ثقافة الإسلام الأصیل ومدرسة أهل البیت (علیهم السلام) ولاسیما ثقافة عاشوراء الإنسانیة علی الصعید العالمي.

وطبعاً إن هذه المؤسسة تمارس علی هذا الصعید نشاطات مختلفة وعلی نطاق واسع في داخل البلد وخارجه ومنها المساهمة وتقدیم الدعم في مجال إقامة المراسم الخاصة بإحیاء ذكری عاشوراء والأربعینیة الحسینیة واقامة الندوات وإنتاج الأفلام وطباعة الكتب والمجلات وممارسة النشاطات الإعلامیة في الأجواء الإفتراضیة… وغیرها من النشاطات التي تهدف بصورة عامة الی نشر واشاعة معارف وثقافة أهل البیت (علیم السلام) ولاسیما ثقافة عاشوراء التي تدعو لمواجهة كل انواع الظلم والاستكبار وإلی ارساء العدالة ونیل التحرر وتحقق السلم العالمي في كل أرجاء المعمورة، وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي یمر بها العالم حیث ازداد الظلم وازدادت حجم التحدیات وأصبح عالمنا عالماً ملیئاً بالمشاحنات والإنقسامات والأشتباكات والحروب التي لم تری لها البشریة نهایة.

علی صعید آخر أن الحجم الكبیر من النشاطات التي تقوم بها مؤسسة عاشوراء الدولیة یتطلب بطبیعة الحال التعاون والتكاتف والتآزر في إحیاء أمر أهل البیت (علیهم السلام) كما یتطلب الدعم العملي والثقافي والفني والمادي. كي تتمكن المؤسسة من مواصلة مسیرتها ومهمتها الاسلامیة والانسانیة بین الأمم والشعوب وهنا یأتي دور الباحثین والعلماء والمفكرین وأهل الفن والمحسنین والخیرین في الوقوف إلی جانب هذه المؤسسة ودعمها قدر استطاعتهم، كما جاء في الحدیث عن مولانا أمیر المؤمنین علي (علیه السلام) إذ قال: «شیعَتنا المُتَباذِلُونَ فِی وَلایَتِنَا المُتَحَابُّونَ فِی مَوَدَّتِنَا المُتَزَاوِرُونَ لِإِحْیَاءِ أمْرِنَا الَّذِینَ إِذَا غَضِبُوا لَمْ یَظْلِمُوا وَ إِذَا رَضُوا لَمْ یُسْرِفُوا بَرَكةٌ عَلَی مَنْ جاوَرُوا سِلْمٌ لِمَنْ خالَطُوا.» (الكافي – ج 2 – ص23).

من هنا فإن المجال مفتوح أمام الجمیع للمساهمة معنویاً وعلمیاً ومادیاً في المشاریع الحسینیة الثقافیة والعلمیة والتبلیغیة التي تتولاها هذه المؤسسة، وهي علی أتم الإستعداد للتعاون في هذا المجال من اجل توظیف الطاقات وتوفیر الفرص للقیام بواجبها الدیني والإسلامي السامي المذكور. نسأل الله أن یجعل جهودكم المباركة في میزان صالح أعمالكم في الآخرة؛ إنه سمیع مجیب.

ومن المشاریع التي قامت بها هذه المؤسسة یمكن ذكر ما یلي:

۱. إقامة مهرجان أنا مِن حسين الدولي:
یهدف «المهرجان الثقافي الفني لأهل البیت(ع)» في نسخته الثانیة ـ التي تحمل عنوان «مهرجان أنا مِن حسين الدولي» ـ إلی تحقیق إهداف، منها:
– تعریف المسلمین بشخصیة الإمام الحسین(ع) وواقعة عاشوراء عن لسان نبي الرحمة والعدالة محمد المصطفی(ص) والقرآن الكریم والمعارف الإسلامیة.
– تبیین تأثیر النهضة الحسینیة علی بقاء الدین الإسلامي الحنیف الذي جاء به الرسول الأكرم(ص).
– توعیة المجتمعات غیر الشیعیة وغیر الإسلامیة بحقائق الإسلام الأصیل وبثقافة عاشوراء.
– نشر وتعمیم القیم السامیة لثقافة عاشوراء عبر الوسائل والإمكانیات الثقافیة والفنیة.
– تشجیع الكتاب والمؤلفین والمترجمین والفنانین والعاملین في المجال السینمائي للتطرق الی المواضیع المتعلقة بالنبي الأكرم(ص) والأمام الحسین(ع).
یذكر أن هذا المهرجان یقام في خمسة مجالات وهي:
– القسم السینمائی
– قسم الشعر
– قسم الأعمال المکتوبة (الکتب والمقالات)
– قسم المنتجات للفضاء الإفتراضی
– قسم الأفكار الخاصة.

۲. اقامة المهرجان الدولي الثاني للتشابیه:
إن للمراسم التقلیدیة ـ منها مراسم التشابیه (في الفارسیة: تعزیة) ـ في عاشوراء دوراً كبیراً في التعریف بالقضیة الحسینیة؛ كما نجد أن التشابیه في إيران والعراق ولبنان وأنحاء أخرى من العالم الشيعي، في الغالب تحتوي على أنشطة وبرامج ومضامين وأساليب غنية ومتنوعة ورائعة تشبع جانبي العاطفة والعقل الإنسانيين بشكل مذهل، وقد ساهمت في الماضي في تربية نماذج فردية واجتماعية فذة دافعت عن الإسلام والحق بكل إباء، وهي إلى اليوم تربي هكذا نماذج محققة الأغراض المقدسة للإسلام والتي لا يُظن أنها يمكن أن تحقق فيما لو أقلع عن هذه المراسم التقليدية واستعيض عنها بأنشطة وأساليب حديثة تنسجم مع العصر الحديث كنمط المؤتمرات الفكرية والمهرجانات الفنیة والمظاهرات الشعبية والمسيرات الحاشدة و ما شاكل ذلك.
من هنا تواظب مؤسسة عاشوراء الدولیة علی إقامة الاحتفالات المرتبطة بالتشابیه بین الحین والآخر، منها «المهرجان الدولي الثاني للتشابیه». یذكر أنه شارك في المهرجان الدولي الأول للتشابیه في سنة 1443 هـ. شخصیات وفرق من بلدان مختلفة فتضمنت برامج عدیدة ومتنوعة .

٣. التمهید لإنتاج فيلم سينمائي عالمي باللغة الانكليزية حول واقعية كربلاء یصور القضیة الحسینیة من جوانب عدیدة ویخاطب أساساً النخب الفکریة والثقافیة في الغرب حول حقیقة القضیة الحسینیة؛ ومن المقرر أن یساهم في هذا العمل مخرجون وممثلون معروفون علی الصعید العالمي.

٤. إقامة الندوات الافتراضية بحضور شخصيات دينية و علمية من اتباع الأديان و الطوائف الإسلامية لمناقشة فلسفة واقعة کربلاء وكل الجوانب المتعلقة بها. وقد وفقنا الله في هذا المجال حیث تمکنا في العام الماضي من تنظیم واقامة أکثر من اربعین ندوة افتراضیة بمشارکة اکثر من 200 شخصیة فکریة وعلمائیة.

5. ترجمة ونشر الكتب والمقالات باللغات المختلفة الرائجة حول الأمام الحسين و أهل البيت (عليهم السلام) والقضایا المتعلقة بعاشوراء الحسین (ع).وفي الأیام الأخیرة تم ترجمة وطبع كتب عدیدة منها كتاب «الحسین والنضال من أجل العدالة» للمفكر المسیحي الإیرلندي «الدكتور كریس هیور» بعدة لغات منها الانجلیزیة والفرنسیة والإسبانیة وهو موجه الی المفكرین والباحثین في الغرب. وكذلك كتاب یشتمل علی مناقب ومراثي وقصائد عن الإمام الحسین(ع) من تألیف البروفسور الهندوسي «دهر میندر ناته» وهو موجه إلی أهالي شبه القارة الهندیة.

6. إقامة المواكب الحسینیة الخاصة بمناسبة الأربعینیة علی الطرق الممتدة مابین مدینتي النجف وكربلاء وداخلهما وكذلك في مدینة سامراء، وتقدیم خدمات عدیدة منها تقدیم الخدمات الثقافیة والردّ علی الشبهات وتوزیع الكتب والمنشورات بمختلف اللغات حول قضیة کربلاء والمواضیع الدینیة والأحداث الجدیدة (کهذه السنة: الدفاع عن حرمة القرآن الکریم)، وكذلك تقدیم وجبات الطعام ورعایة الزائرین الأعزاء و…

7. إنتاج أقراص مدمجة تحتوي علی خطب وحوارات و افلام وتواشیح ورسوم متحركة حول عاشوراء والقضیة الحسینیة،وتوزیعها بین الناس وخاصة بین الزوار.

8. المشارکة بشکل فاعل في الفضاء الإفتراضي وتشغیل مواقع رسمیة مختلفة عبر القنوات والشبکات المعروفة مثل : تویتر ، ایتا وانستغرام …….
وأنوه هنا بأننا نتطلع إلی عنایة العتبة الحسینیة المقدسة وجمیع المؤسسات الثقافیة والدراسیة والعلمیة والإعلامیة وکذلك النخب والشخصیات المرموقة للتعاون الفکري والعلمي مع هذه المؤسسة.

وفي الختام نجدد الشکر والتقدیر لکل من ساهم بصدق في إقامة هذا المؤتمر المبارك متمنین لهم کمال الصحة والعافیة ومزیدا من النجاح والموفقیة في مواصلة خدماتهم الصادقة للأمة الإسلامیة علی الخصوص زوار أبي عبدالله الحسین(ع).

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

مع تقدیم فائق الشکر والتقدیر
محمدحسن أختري
رئیس المجلس الأعلی للمجمع العالمي لأهل البیت (علیهم السلام)
و رئیس مؤسسة عاشوراء الدولیة

……………………
پایان پیام/ 101

لینک کوتاه